مخلفات الحرب إرث قاتل وموت موقوت يتربص بالسوريين…5 قتلى بانفجار ألغام في ريف إدلب

تشهد سوريا بشكل يومي انفجارات لمخلفات الحرب موقعة ضحايا مدنيين، إذ تنتشر مئات الآلاف منها على مساحات واسعة كموت مؤجل خلفتها حرب نظام الأسد وحلفائه على السوريين، وتهدد هذه المخلفات حياة السكان وتمنعهم من الاستقرار والعودة لمنازلهم والعمل في مزارعهم، وتعمّق فجوة الاحتياجات الإنسانية.

ووثقت واستجابت فرق الدفاع المدني السوري ثلاثة انفجارات لألغام من مخلفات الحرب في سوريا اليوم السبت 4 كانون الأول،  وجميع هذه الانفجارات في ريف إدلب وأدت لمقتل 5 مدنيين.

الحوادث الثلاثة لانفجار مخلفات الحرب اليوم السبت 4 كانون الثاني:
▪️ انتشلت فرقنا أشلاء جثامين 4 مدنيين من عائلة واحدة (رجل وابنه وابن اخته وابن عمه)، بعد بلاغ وصل لفرقنا من المدنيين، إثر مقتلهم بانفجار لغم أرضي من مخلفات النظام البائد، وقع في وقت سابق ببلدة حاس في ريف إدلب الجنوبي، وسلّمت فرقنا الجثامين لذوي المتوفين وكان الأربعة فُقدوا قبل أيام. 
▪️مقتل مدني، بانفجار لغم أرضي من مخلفات الجيش البائد وقع في حديقة منزله بمدينة كفرنبل جنوبي إدلب، أثناء عمله على قطاف الزيتون.
▪️انفجار لغم أرضيّ في آلية هندسية ثقيلة (تركس) لشركة مقاولات مدنية، في قرية رويحة بمنطقة جبل الزاوية في ريف إدلب، تفقدت فرقنا المكان واقتصرت الأضرار على المادية.

وثقت فرق الدفاع المدني السوري " الخوذ البيضاء" من تاريخ 27 تشرين الثاني حتى يوم الجمعة 3 كانون الثاني، مقتل 27 مدنياً بينهم 8 أطفال وامرأة، وإصابة 43 مدنياً بينهم 19 طفلاً بجروح منها بليغة، في انفجار لمخلفات الحرب والألغام في المناطق السورية.

جهود مكثفة للدفاع المدني السوري للحد من مخاطر الألغام ومخلفات الحرب التي تركها نظام الأسد السابق وحلفاؤه كموت مؤجل للسوريين، وخلال عمل فرق إزالة مخلفات الحرب بالفترة السابقة ومن تاريخ 27 تشرين الثاني حتى اليوم الجمعة 3 كانون الأول حددت الفرق 117 حقل ألغام ونقطة يوجد فيها ألغام في محافظات حلب، إدلب، حماه، اللاذقية، ودير الزور، وقامت الفرق بتحديد أماكن هذه الحقول مع وضع علامات تحذيرية حولها وتحذير المدنيين منها بأساليب مختلفة كون فرقنا غير مختصة بإزالة الألغام وهذا أقصى ما تستطيع فعله بالفترة الحالية.

أما بخصوص الذخائر غير المنفجرة القسم الآخر من مخلفات الحرب فتمكنت فرقنا منذ 1 كانون الأول حتى اليوم 3 كانون الثاني من إتلاف 822 ذخيرة مختلفة أغلبها من القنابل العنقودية وحددت أكثر من 80 نقطة مؤكد تلوثها بالذخائر غير المنفجرة في عموم المناطق السورية.

إن الخطر الأكبر الناتج عن انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة يتعلق بالخسائر البشرية وتهديدها المباشر لحياة السكان وفي كثير من الأحيان تؤدي الإصابة بانفجار الألغام والذخائر غير المنفجرة إلى فقدان الأطراف وترك عاهات دائمة.

كما يعيق انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة عودة المهجرين إلى مدنهم وقراهم، ويقوض أي مشاريع تعمل على تنمية المجتمعات وإعادة الإعمار بالمناطق المتضررة، ويعمق فجوة الاحتياجات الإنسانية، ويخلق انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة حالة من القلق والخوف لدى المجتمعات المحلية ما يدفعهم للتنقل لمناطق أكثر أمناً ويؤدي إلى حالات نزوح داخلية تشكل ضغطاً كبيراً على المناطق الأخرى التي تم النزوح لها.

ومن الآثار السلبية لانتشار الألغام هو تأثيرها على الجانب الاقتصادي للمجتمعات المتضررة وخاصة أن أغلب حقول الالغام موجودة بمناطق تعتمد على الزراعة كمردود اقتصادي رئيسي ما يؤدي إلى تعطيل القدرة على استثمار هذه الأراضي.